سلسلة التشويق للجنة .. و إرشاد الطفل لأعمال يرتجى بها طلب الجنة .. و الحث على تطبيق هذه الأعمال .. في سياق لطيف ممتع مع أوراق عمل وبرامج للتشجيع.. موضوع اليوم :المفتاح الثاني التقوى

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الموضوع الرابع من سلسلة مفاتيح الجنة … يمكنكم الاطلاع على فهرس هذه السلسلة و شرح عنها مع تحميل أوراق العمل السابقة من الموضوع التالي:

مفاتيح الجنة: ماهي هذه المفاتيح

 

 

 

 

 

1- فضل التقوى ..

كنا في المواضيع السابقة من السلسلة اتفقنا على أن مفاتيح الجنة … نقصد بها الأعمال التي ثبت في القرآن الكريم أو السنة المطهرة أن القيام بها ابتغاء وجه الله تعالى يثاب صاحبه عليه بالجنة بإذن الله..

و المفتاح الذي سنتحدث عنه في موضوع اليوم هو: التقوى

يقول الله تعالى في كتابه الكريم:  (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)

وقد أمرنا الله تعالى كما أمر جميع الأقوام التي سبقتنا بالتقوى … يقول تعالى: ( وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)

و كل نبي من الأنبياء سلام الله عليهم أمر قومه بتقوى الله عز وجل قائلاً ( ألا تتقون؟ )

و أمرنا بها نبينا عليه الصلاة و السلام في مواضع كثيرة منها قوله في الحديث الشريف: ( اتق الله حيث كنت ….. )

فما المقصود بالتقوى؟ و كيف ننفذ هذا الأمر و هذه الوصية؟

معنى التقوى بكل بساطة أن يقوم المسلم بفعل ما أمره الله به … و الابتعاد عما نهاه الله عنه …

فهي أن يجدك الله حيث أمرك و يفتقدك حيث نهاك …

فالمسلم الحريص على مرضاة ربه حريص على أن يكون دوماً في طاعة الله و يكره أن يقع في معصية تغضب الله تعالى منه …

وقد قيل إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبي بن كعب عن التقوى، فقال له: أما سلكت طريقاً ذا شوك. قال: بلى. قال: فما عملت. قال: شمرت واجتهدت. قال: فذلك التقوى، (تفسير ابن كثير)

فهي تشبه السير في أرض وعرة صعبة بها أشواك … يخاف الإنسان أن يدوس بقدمه على إحداها فتجرحه .. أو تعلق به .. فيمشي حذراً ينظر أين تقع قدمه …

هكذا يفعل المسلم .. يكون حذراً متيقظاً منتبهاً … و قبل كل أمر يقوم به أو قرار يتخذه يفكر هل هذا العمل صحيح يرضى به الله عني …

وقد أخذ هذا المعنى ابن المعتز فقال: 

خل الذنوب صغيرها وكبيرها ذاك التقى

واصنع كماشٍ فوق أرض الشوك يحذر ما يرى

لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى

وقد أكرم الله عباده الذين يتحرون التقوى في حياتهم أيما كرم …

وجعل لهم من عظيم الجزاء ما يعين المسلم على أن يصبر نفسه على الطاعات و يلتزمها و يصبر عن المعاصي و يجتنبها …

قال تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ)الحجر:45

(لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ . جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ)النحل:30 ،31

(يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْداً) مريم:85

فما أجمل أن يعيش المسلم في دائرة الحلال مما أباحه الله له و يتحرى أن تكون كل أعماله داخلها لا تتجاوزها و هي دائرة واسعة من فضل الله علينا..

سؤال للأطفال الكبار…

هل كل الأمور من حولنا تكون إما حلالاً و إما حراماً فقط؟ وهل من السهل التمييز بينهما دائماً؟

أليست هناك أمور جديدة لم تكن موجودة على زمن النبي صلى الله عليه و سلم؟ مثل البنوك الإسلامية مثلاً .. أو العملات الالكترونية ( البتكوين ) … أو مساحيق التجميل … أو الدراسة في الجامعة للشباب و الفتيات معاً …

كيف يعرف المسلم الحلال من الحرام في هذه الأمور حتى يتصف بالتقوى و يتبع ما أمره الله به؟

قال رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : إنَّ الحلالَ بيِّنٌ وإنَّ الحرامَ بيِّنٌ وبينهما أمورٌ مُشتبِهاتٌ لا يعلمهنَّ كثيرٌ من الناس فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرأ لدِينِه وعِرضِه ، ومن وقع في الشُّبهاتِ وقع في الحرامِ ، كالراعي يرعى حول الحِمى يوشكُ أن يرتعَ فيه..ألا وإنَّ لكلِّ ملكٍ حمًى ، ألا وإنَّ حمى اللهِ محارمُه)  رواه مسلم

أخبرنا الرسول عليه الصلاة و السلام أن هناك بعض الأمور التي نحتار فيها هل هي حلال أم هي حرام .. هذه الأمور اسمها مشتبهات… والكثير من الناس لا يعرف حكمها … لكن بالطبع يعرفها العلماء بالقياس على شبيه لها في زمن الرسول .. أو الاجتهاد في أمرها …

ولهذا ينبغي للمسلم أن يأخذ حكم هذه الأمور من العلماء الثقات ويجتهد في أي يصل للحكم الصحيح … والأحوط لدينه دائماً و الأسلم أن يبتعد عن هذه الأمور و يبقى في دائرة الحلال الواضح الواسعة التي ليس فيها شكوك … حتى لا يكون كالراعي الذي وصفه رسول الله بأنه يترك غنمه ترعى حول سور أحد البساتين الخاصة ظاناً أنه لن يدخله و يعبث فيه … لكن في أية لحظة قد يدخل هذه المنطقة المحظورة دون أن يشعر لا قترابه الشديد منها فلو بقي بعيداً لكان أسلم له ..

ماذا لو رأيت كثيراً من الناس يقوم بأمر أعلم أنه لا يرضي الله؟

أول ما سيتبادر لذهنك هو السؤال… هل يعقل أن يكونو كلهم على خطأ؟ والجواب كما في الحديث السابق ( لا يعلمهن كثير من الناس … ) فليس كل الناس للأسف يهتمون بمعرفة الحكم الصحيح لهذه الأمور و تطبيقه فيتغافلون عنه…

والتقوى في زماننا هذا أمر ليس سهلاً بسبب كثرة السالكين لطرق الفساد و الإفساد … فهنيئاُ لك جهادك للثبات في طريق الحق و الصواب..

وإذا شق علي التزام التقوى ماذا أفعل؟

قد تجد احياناً ان تحري التقوى فيما تفعل سيعقد لك بعض الأمور …

فرصة وطيفة في شركة .. لكن هذه الشركة تبيع الخمر مثلاً … والأجر فيها مرتفع و مغرٍ …

فرصة الاستقرار في بلد فيه تتأمن لك الحياة الكريمة المرفهة … لكنه يمنع الحجاب ..

وغيرها من المواقف التي سيكون التمسك فيها بالتقوى صعباً على النفس … لكن عليك أن تعلم ..

أنك لَن تدَع شيئًا للهِ عزَّ وجلَّ إلا بدَلك اللهُ به ما هو خيرٌ لكَ منه .. و أثابك على تركه ..

وانه ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً.وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) الطلاق 3،2


2- أوراق العمل:

الورقة الأولى:
إن التقوى هي كالمسير في أرض شائكة نمشي فيها بحذر و ترقب …

لنقم بإيصال الأطفال عبر المتاحة إلى الحديقة … و نتحرى الابتعاد عن كل الأشواك التي تمثل أعمالاً لا ترضي الله عز وجل…

الورقة الثانية -معاهدة التقوى-:

لنتفكر في جوانب حياتنا و كيف نطبق معنى التقوى فيها… وهو فعل ما أمر الله به و اجتناب ما نهى الله عنه…

كيف أتقي الله في استخدامي لأجهزة الجوال و غيره من الأجهزة؟

لا أستخدمه في مشاهدة ما لا يرضي الله … و لا في الحديث مع الجنس الآخر أو عقد صداقات افتراضية معه .. ولا في عرض صوري للعامة ..

ولا أجعله يشغلني عن فروضي و مهامي … وهكذا ….

يفكر الطفل في كيفية التزام التقوى في عدة جوانب … كعلاقته مع أهله .. و التقوى في اللسان بصيانته عن الغيبة و النميمة و غير ذلك …

 

الأوراق الأخيرة هي نموذج للمفتاح الخاص بموضوع اليوم و هو التقوى … يحصل عليه الطفل عندما يقوم بتطبيق الأنشطة الخاصة بالموضوع…

 

 

يمكنكم تحميل أوراق العمل بالضغط على اسم الملف في صندوق ملفات التحميل بنهاية المقال

ويمكن لكم طباعة مجموعة المفاتيح كاملة ليقوم الطفل بجمعها كلما طبق أحد مواضيع السلسلة .. تجدونها كاملة مع فهرس هذه السلسلة في الموضوع التالي:

 

سلسلة مفاتيح الجنة: ماهي هذه المفاتيح؟

 

أسأل الله تعالى أن تجدوا في هذه السلسلة ما ينفع أطفالكم .. و أن يوفقني لإتمامها كما يحب و يرضى …

يمكنكم مشاركة مقترحاتكم و تطبيقاتكم في التعليقات .. و تذكروا مشاركة الموضوع إن أعجبكم … لا تنسوني من صالح دعائكم ..

ملفات التحميل

انقر على اسم الملف ليبدأ التحميل

شارك هذا الموضوع..

شروط استخدام مواد المدونة

يمكن لك تحميل ما شئت من المواد مجانًا
يمكن طباعة المواد بأي أعداد وكميات وتوزيعها ونشرها بالمجان ولا نبيح طباعتها وبيعها.
لا نسمح بطباعة أي من مواد رياض الجنة بغرض بيعها أو استخدامها بأي نشاط تجاري
نعم بشرط ذكر المصدر مع رابط إلى المقال الأصلي.
لا، لا نسمح بإعادة رفع أي مواد من المدونة على مواقع تحميل أخرى شخصية أو تجارية، المشاركة تكون حصرًا باستخدام المصدر الأصلي الذي هو المدونة.

لا نسمح بإزالة شعار ورابط الموقع من على المواد المنشورة.

لا نسمح بإجراء تعديلات جزئية أو كلية على مواد ومطبوعات رياض الجنة قبل أو بعد الطباعة. في حال رغبتكم بإجراء أية تعديلات، يرجى التواصل معنا.

إن كانت لديك أي استفسارات يمكنك دائماً التواصل معنا من صفحة اتصل بنا.

8 تعليقات

  1. جزاكم الله خيراً

  2. أم عمر 17/02/2021 في 11:58 مساءً - اكتب رد على التعليق

    الله يجزيكم الخير

  3. ماشاء الله اختي الكريمة جهد جبار قمتي به جزاك الله خيرا عنا وعن أولادنا
    أنوي طباعتها لشهر رمضان واطفالي بأعمار تسع واحدى عشر سنة.

  4. سلمى 02/04/2021 في 9:27 صباحًا - اكتب رد على التعليق

    جزاكم الله خير

  5. شكرااا
    جميل جدا
    جزاكم الله خيرا

  6. سلسبيل احمد جابر 23/01/2024 في 3:51 صباحًا - اكتب رد على التعليق

    جزاكم الله خيرا

  7. فايزة جمعة 26/11/2024 في 6:03 صباحًا - اكتب رد على التعليق

    إن هذه المدونة من المواقع المهمّة جدًا لِما تقدّمه من مواد رائعة تساعد المعلّم و التلميذ معًا… بارك الله بكم وبجهودكم

شارك برأيك