فاتبعوني يحببكم الله: الاستئذان

سلسلة تهتم بإحياء سنة النبي صلى الله عليه و سلم و نستعرض فيها بعض السنن المهجورة لنحث الطفل على التمسك بها و تطبيقها حباً بالنبي صلى الله عليه و سلم و اتباعاً لمنهجه .. سنة اليوم:الاستئذان

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الموضوع هو من سلسلة إحياء السنة بعنوان: الاستئذان … تجدون فهرس السلسلة في نهاية الموضوع …

من الآداب اللطيفة و الجميلة التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه و سلم أدب الاستئذان …

وهو أدب راق جداً و لطيف .. يحافظ على المودة بين الناس .. و على أن نرى بعضنا دائماً في أجمل و أفضل حال … فتعال نتعرف على معني و كيفية هذه السنة الرائعة … لنطبقها في حياتنا اليومية ..

قال تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾

فإن كنت ذاهباً في زيارة لأحدهم .. فيجب عليك قرع الباب ليفتح لك صحيح؟ و ماذا إن كان صاحب المنزل مشغولاً الآن أو محرجاً منك لظرف لديه في المنزل فلا يستطيع استقبال ضيوف الآن؟ كيف ستتصرف .. هل من اللطيف إحراجه و دخول منزله في ظرف مشابه؟

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الِاسْتِئْذَانُ ثَلَاثٌ، فَإِنْ أُذِنَ لَكَ وَإِلَّا فَارْجِعْ”

ينبغي للمسلم عندما يقصد منزل أحدهم أن يطرق الباب بلطف ثلاث مرات يترك بين كل مرة و مرة فاصلاً زمنياً بسيطاً .. فإن لم يفتح له الباب فإنه يعود دونما غضب أو انزعاج … فمن حق صاحب المنزل ألا بدخل أحد منزله إلا في وقت يلائمه .. و إذا أدخله فإنه يجلس في الغرفة التي أجلسه فيها و لا يدخل غرفاً أخرى دونما إذن كذلك ..

و يجب أن يعرف عن نفسه باسمه فيقول السلام عليكم .. أنا فلان .. حتى يفتح له .. فلا تجب إن سألك صاحب المنزل من أنت فتقول أنا .. فقد لا يتعرف عليك من صوتك …

قد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث جابر ابن عبد اللَّه رضي الله عنه قال: استأذنت على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: “مَنْ هَذَا؟” فَقُلْتُ: أَنَا، فَقَالَ النَّبي صلى الله عليه وسلم: “أَنَا، أَنَا”، كَأَنَّهُ كَرِهَ ذَلِك

ولا تقف مقابل الباب تماماً بل ابتعد ناحية اليمين أو الشمال حتى لا تقع عينك على ما بداخل المنزل عند فتح الباب …

كَانَ رَسُولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى بَابَ قَوْمٍ لَمْ يَسْتَقْبِلِ الْبَابَ مِنْ تِلْقَاءِ وَجْهِهِ، وَلَكِنْ مِنْ رُكْنِهِ الْأَيْمَنِ أَوِ الْأَيْسَرِ وَيَقُولُ: “السَّلَامُ عَلَيْكُمْ، السَّلَامُ عَلَيْكُمْ”

و الاستئذان لا يكون فقط عند دخول منازل الناس …. بل ينبغي طلب الإذن كذلك قبل دخول الغرف الخاصة في المنزل ..

فلا ينبغي لك دخول غرفة والديك .. أو أحد أخوتك .. أو أحد أفراد الإسرة دون طلب إذن الدخول عليه .. فقد يكون نائماً مستريحاً … أو يقوم بتبديل ثيابه و ما شابه ذلك .. فاقرع الباب بلطف ثلاث مرات بفاصل بينها و اطلب الإذن بالدخول .. فإن لم يؤذن  لك فلا تدخل ..

وعامل الناس كما تحب ان يعاملوك .. فبالتأكيد أنت لا تحب أن يفتح عليك أحدهم الباب فجأة دونما إذن فيفزعك .. أو ان يأتيك زائر يفرض دخوله منزلك في وقت غير ملائم لك ..

وهناك لطيفة صغيرة في موضوع الإستئذان … و هي أن نعامل المكالمات الهاتفية و الرسائل النصية من واتساب و مسنجر و غيرها نفس المعاملة…

فليس من المقبول أن تكون ملحاحاً تنتظر الرد الفوري و لو كان من الظاهر لديك أن الطرف الثاني قد اطلع على رسالتك ..

ليس من اللباقة و الأدب كثرة الاتصال بغير ضرورة ملحة …

ولا مولاة الإرسال واستعجال الرد بدون ضرورة .. ولا كثرة الرسائل من غير داع … فلتكن حساساً اتجاه مشاعر الآخرين و حريصاً على عدم إزعاجهم فإن ذلك مما يرسخ مودتك لديهم و يعظم احترامهم لك ..

ولتتذكر أداء سنة اليوم إليك ورقة جميلة لتطبعها و تعلقها في غرفتك بعد تلوينها … كل الشكر للصديقة الرائعة ندى شيخة  لتقديمها الرسوم لموضوع اليوم:

يمكنكم تحميل ورقة تطبيق سنة اليوم بالضغط على اسم الملف من صندوق ملفات التحميل 

تجدون جميع مواضيع سلسلة ( فاتبعوني يحببكم الله ) على الرابط التالي:

فهرس سلسلة فاتبعوني يحببكم الله