سلسلة التشويق للجنة .. و إرشاد الطفل لأعمال يرتجى بها طلب الجنة .. و الحث على تطبيق هذه الأعمال .. في سياق لطيف ممتع مع أوراق عمل وبرامج للتشجيع.. موضوع اليوم :المفتاح الثالث الاستغفار

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الموضوع الخامس من سلسلة مفاتيح الجنة … يمكنكم الاطلاع على فهرس هذه السلسلة و شرح عنها مع تحميل أوراق العمل السابقة من الموضوع التالي:

مفاتيح الجنة: ماهي هذه المفاتيح

 

 

 

 

 

1- فضل التقوى ..

كنا في المواضيع السابقة من السلسلة اتفقنا على أن مفاتيح الجنة … نقصد بها الأعمال التي ثبت في القرآن الكريم أو السنة المطهرة أن القيام بها ابتغاء وجه الله تعالى يثاب صاحبه عليه بالجنة بإذن الله..

و المفتاح الذي سنتحدث عنه في موضوع اليوم هو: الاستغفار

يقول الله تعالى في سورة آل عمران:  (۞ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133)الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134)وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135)أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136))

من قراءتك للآية السابقة … فكر بإجابات هذه الأسئلة..

هل خلق الله تعالى الجنة لعباده الذين لا يذنبون أبداً؟ ولا يعصونه مطلقاً؟

إذا حدث أن ارتكب مسلم ذنباً أو معصية .. وفعل أمراً لا يرضي الله عز و جل … فهل فاتته الجنة للأبد و أضاع فرصته بدخولها؟

ما الذي يمكن أن يقوم به المذنب حتى يتدارك خطأه و يصححه؟

هل يمكن أن يدخل الجنة عبد قد أذنب و عصا؟ كيف ذلك؟؟

هل تعرف أحداً من أنبياء الله صلوات الله عليهم … عصا ربه بجهل منه لكنه استغفر ربه و تاب الله عليه؟

فما المقصود بالاستغفار؟ 

الاستغفار هو طلب المغفرة من الله تعالى و دعاؤه أن يستر سيئاتنا و يتجاوز عنها برحمته فلا يؤاخذنا بها أو يحاسبنا عليها يوم القيامة…

وهذا ليس محصوراً بالعبد العاصي المذنب …

فالأنبياء صلوات الله عليهم كانوا يستغفرون و يأمرون أقوامهم بالاستغفار … لأنه مرضاة لله تعالى .. فالله تعالى يحب المستغفرين..

والاستغفار من مظاهر رحمة الله تعالى …

فلولاه ليئسنا جميعاً من دخول الجنة و نيل الرحمة… فمن منا لا يخطىء جهلاً و نسياناً أو ضعفاً أمام مكر الشيطان و هوى النفس؟

أخرج أحمد في “مسنده” والترمذي وصحَّحه الألباني: عن أبى ذرٍّ – رضِي الله عنه – عن النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – فيما يروي عن ربِّه – عزَّ وجلَّ – أنَّه قال: ((يا ابنَ آدَم، إنَّك ما دعَوْتني ورجَوْتني فإنِّي سأغفر لك على ما كان فيك، ولو لقيتني بقراب – أي: بما يُقارِب ملأها – الأرض خَطايا للقيتُك بقُرابها مغفرة، ولو عملت من الخطايا حتى تبلُغ عَنان السماء ما لم تُشرِك بي شيئًا ثم استغفَرتَنِي لغفرتُ لك ثم لا أُبالِي))

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون

 

فهو ممحاة تمحو الذنب و تمحو آثاره من النفس والقلب و الجسد …

للذنوب آثار متعبة للإنسان … فهي تثقل قلبه و تجعله كئيباً .. و تصيبه بالكسل و البلادة … وتذهب همته…

وتكون سبباً في نفور الناس منه … وفي انقباض صدره و خوفه من الموت على معصية … و سبباً في قلة رزقه و فقره…

فإن كان كل إنسان يقع في الذنب .. فكيف يتخلص من هذه الآثار المتعبة؟ بالاستغفار طبعاً والتوبة إلى الله …

حاول او تخيل أن تمسك بيدك كرة … و تبقيها في يدك طوال اليوم لا تتركها تنزل لحظة … و انت تأكل و تشرب .. و تنام و تلعب .. و تكتب.. يجب ان تظل ممسكاًبهذه الكرة طوال الوقت … لأيام  وأيام … ألن يزعجك حملها و يتعبك؟

هكذا الذنوب إن تراكمت و حملها الإنسان معه تتعبه و تعيقه و تكون ثقلاً عليه … فعليه بمحوها بالاستغفار اليومي ليبدأ يومه التالي بهمة عالية و نفس منشرحة سعيدة …

للاستغفار صيغ كثيرة … ابسطها أن تقول: أستغفر الله … أستغفر الله .. و أنت نادم على الذنب .. حزين أنك قمت به … ومطمئن القلب أن الله قادر على أن يغفر لك هذا الذنب فهو سبحانه رحيم يغفر لمن يتوب … و قادر ألا يعذبك أو يؤاخذك بهذا الذنب …

ومن صيغ الاستغفار كذلك : ثبت في البخاري وأبي داود وغيرهما دعاء سيد الاستغفار؛ ولفظ البخاري:

اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ

وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت: أي انني يا الله أحاول جهدي الوفاء والقيام بما أمرتني به .. ومؤمن بوعدك يوم القيامة بجزائك إن أحسنت أو أسأت

أبوء بنعمتك: أعترف بنعمتك علي و أقر بها

أبوء بذنبي: أقر بأنني أذنبت و ظلمت نفسي

ولهذا الدعاء فضل عظيم ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه من قاله صباحاً موقناً به في قلبه معتقداً به .. ثم مات قبل أن يمسي دخل الجنة .. ومن قاله كذلك مساء و مات قبل أن يصبح دخل الجنة …. فما أجمل أن نلزمه صبحاً و مساء لعظم معانيه و جميل ما فيه من التذلل لله المولى القدير ..


2- أوراق العمل: ( يمكنكم تحميلها من صندوق ملفات التحميل بنهاية المقال )

الورقة الأولى:
لنحفظ دعاء سيد الاستغفار … نلون الورقة و نلصق عليها الدعاء او نكتبه … ثم نعلقه في الغرفة لنتذكر قوله صبحاً و مساءً ..

أضفت ورقة مكتوبة جاهزة لغرض التلوين و التعليق كلوحة … و يمكن أن يلصقها الطفل على إطار من الكرتون لصنع تعليقة …

الورقة الثانية -من ثمرات الاستغفار -:

يقص الطفل و يلصق ثمرات الاستغفار ويحفظها ويمكن تشجيعه على الاستغفار في سره أثناء القيام بالنشاط:

 

 

الورقة الثالثة:

تحدي المداومة على الاستغفار اليومي مئة مرة على الأقل لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم :

(إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة)

مع قول دعاء سيد الاستغفار صباحاًو مساء .. لمدة ثلاثين يوماً …يمكن أن يكافأ بعدها الطفل بما يناسب التزامه و جهده ..

 

 

الأوراق الأخيرة هي نموذج للمفتاح الخاص بموضوع اليوم و هو الاستغفار … يحصل عليه الطفل عندما يقوم بتطبيق الأنشطة الخاصة بالموضوع…

 

 

ويمكن لكم طباعة مجموعة المفاتيح كاملة ليقوم الطفل بجمعها كلما طبق أحد مواضيع السلسلة .. تجدونها كاملة مع فهرس هذه السلسلة في الموضوع التالي:

 

سلسلة مفاتيح الجنة: ماهي هذه المفاتيح؟

 

أسأل الله تعالى أن تجدوا في هذه السلسلة ما ينفع أطفالكم .. و أن يوفقني لإتمامها كما يحب و يرضى …

يمكنكم مشاركة مقترحاتكم و تطبيقاتكم في التعليقات .. و تذكروا مشاركة الموضوع إن أعجبكم … لا تنسوني من صالح دعائكم ..

ملفات التحميل

انقر على اسم الملف ليبدأ التحميل

شارك هذا الموضوع..

شروط استخدام مواد المدونة

يمكن لك تحميل ما شئت من المواد مجانًا
يمكن طباعة المواد بأي أعداد وكميات وتوزيعها ونشرها بالمجان ولا نبيح طباعتها وبيعها.
لا نسمح بطباعة أي من مواد رياض الجنة بغرض بيعها أو استخدامها بأي نشاط تجاري
نعم بشرط ذكر المصدر مع رابط إلى المقال الأصلي.
لا، لا نسمح بإعادة رفع أي مواد من المدونة على مواقع تحميل أخرى شخصية أو تجارية، المشاركة تكون حصرًا باستخدام المصدر الأصلي الذي هو المدونة.

لا نسمح بإزالة شعار ورابط الموقع من على المواد المنشورة.

لا نسمح بإجراء تعديلات جزئية أو كلية على مواد ومطبوعات رياض الجنة قبل أو بعد الطباعة. في حال رغبتكم بإجراء أية تعديلات، يرجى التواصل معنا.

إن كانت لديك أي استفسارات يمكنك دائماً التواصل معنا من صفحة اتصل بنا.

9 تعليقات

  1. ثريا 04/03/2021 في 10:26 صباحًا - اكتب رد على التعليق

    جزاك الله خير الجزاء ونفع بك

  2. ايمان جمعه 05/03/2021 في 9:23 مساءً - اكتب رد على التعليق

    جزاك الله خيرا
    والله انا بتعلم قبل ولادي من مجهودك الجميل

  3. ام نبيل 06/03/2021 في 7:27 مساءً - اكتب رد على التعليق

    بارك الله فيك وبهمتك وبابداعك ..جعل الله في ميزات حسناتك ..ننتظر كل أعمالك الطيبه بشوق وحماس ..لك منا خالص امنياتنا بالبركه في الوقت والفكره واخراج العمل الطيب

    • رياض الجنة 07/03/2021 في 8:44 صباحًا - اكتب رد على التعليق

      جزاك الله خيراً لدعواتك الطيبة و لك مثل ما ذكرت و زيادة

  4. هند 30/03/2021 في 7:45 مساءً - اكتب رد على التعليق

    رزقكم الله الإخلاص و بارك في كل ما تفعلون. صحيح نحن نتعلم و ننتفع بعملكم مع أولادنا. عمل في غاية الإتقان

  5. دعاء 10/04/2021 في 2:03 مساءً - اكتب رد على التعليق

    عمل رائع لاجيال المستقبل

  6. نورعيني 12/04/2021 في 7:35 صباحًا - اكتب رد على التعليق

    السلام عليكم
    جزاكم الله كل خير صفحتكم رائعة اسأل الله التوفيق لكم
    بالنسبة لسلسة مفاتيح الجنة مافي بعد مافي تكملة ولا انا ماعرفت الاقيه

    • رياض الجنة 12/04/2021 في 9:25 صباحًا - اكتب رد على التعليق

      وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته
      حياك الله .. السلسلة مستمرة إن شاء الله .. وصلنا مفتاح العفة إن لم تكوني اطلعت عليه قومي بالبحث في الموقع

  7. اسماء 27/05/2021 في 9:37 مساءً - اكتب رد على التعليق

    شكرا لكم كثيرا على تقديم لنا هذه المعلومات القيمة لقد استفدت واستفاد معي الكتيرين وتكلمت على موقعكم وانا سعيدة وافتخر وادعوا لكم من قلبي من قلبي شكرا ادرس اطفال القران في سبيل الله واخذت منكم الكتير شكرا جزاكم الله خيرا.

شارك برأيك