سلسلة مفاتيح الجنة: الإعراض عن اللغو

سلسلة التشويق للجنة .. و إرشاد الطفل لأعمال يرتجى بها طلب الجنة .. و الحث على تطبيق هذه الأعمال .. في سياق لطيف ممتع مع أوراق عمل وبرامج للتشجيع.. موضوع اليوم :المفتاح السادس الإعراض عن اللغو

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الموضوع من سلسلة مفاتيح الجنة وهو بعنوان: الإعراض عن اللغو … يمكنكم الاطلاع على فهرس هذه السلسلة و شرح عنها مع تحميل أوراق العمل السابقة من الموضوع التالي:

مفاتيح الجنة: ماهي هذه المفاتيح

أوراق عمل للطباعة تجدها في نهاية المقال

كنا في المواضيع السابقة من السلسلة اتفقنا على أن مفاتيح الجنة … نقصد بها الأعمال التي ثبت في القرآن الكريم أو السنة المطهرة أن القيام بها ابتغاء وجه الله تعالى يثاب صاحبه عليه بالجنة بإذن الله..

و المفتاح الذي سنتحدث عنه في موضوع اليوم هو: الإعراض عن اللغو

قال تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (٢) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون: ١ – ٣]

فما هو اللغو؟

أولاً: معنى «اللغو»

• هو كل قول أو فعل لا فائدة منه، يضيع الوقت أو يجرّ صاحبه إلى ما يضرّه دينًا أو دنياً. يشمل مثلاً : السخرية، الغيبة، الإدمان على الترفيه الفارغ، إضاعة الوقت في أي عمل لا مغزى له

• أمثلة واضحة: مشاهدة مقاطع التيك توك دون هدف؛ ترديد شائعة؛ السخرية من زميل.

معنى «الإعراض»

• التجاهل والابتعاد المتعمد عن كل ما لا ينفع، والانسحاب بأدب من مجالس أو محتويات تافهة، حماية للوقت والقلب وصيانة لدين الإنسان وذوقه.

قال أهل العلم: أصل اللغو ما لا فائدة فيه من الأقوال والأفعال، فيدخل فيه اللعب واللهو والهزل، وما توجب المروءة تركه ..

و للأسف فكما ترى … اللغو يكاد يسيطر على حياة معظم الناس من حولنا ..

فقد أصبح همّ الناس تحصيل المتعة السريعة .. و إهدار الاوقات فيما لا يفيد .. و أصبحت الأجهزة الحديثة و و سائل التواصل الاجتماعي بوابة واسعة لصرف الوقت في اللغو .. و العفلة عن ذكر الله عز و جل .. و هذا لا يليق بمسلم خلقه الله عز و جل لعبادته و لعمارة الأرض ..

اللغو يتعارض مع مفهوم المسلم للحياة ..

فالمسلم يوقن أن الحياة الدنيا هي دار اختبار و امتحان مؤقت .. قصير الزمن .. و هو حريص على استثمار كل لحظة من لحطات حياته فيما ينفعه في آخرته و يثقل به ميزانه ..

تخيل طالباً دخل قاعة الامتحان و جلس على مقعده و استلم ورقة الأسئلة و مكتوب عليها ان مدة الإجابة ساعة أو أقل .. ويمكن للمراقب أن يسحب منه ورقته في أية لحظة .. فإذا بهذا الطالب يخرج كاميرا من جيبه .. يصور بها القاعة .. و المقاعد .. و يلتقط صورة لنفسه في القاعة و ينشرها على حسابه .. ثم يحكي للطالب الذي بجواره نكته و يستغرق في الضحك عليها  … إن أقل ما يقال عن هذه التصرفات أنها ضرب من الجنون ! أو الاستهتار بأهمية هذا الامتحان … فما بالك إن كان امتحاناً مصيرياً نتيجته الخلد في جنة او نار ؟

أثر اللغو على الفرد والمجتمع:

• هدر الوقت: دقائق تتحول إلى ساعات تُسرق من الدراسة، العبادة، والممارسة النافعة.

  • مثال حسابي بسيط: إن صرفت 2 ساعة يوميًا على مقاطع تافهة = 14 ساعة أسبوعيًا ≈ 56 ساعة شهريًا.

• موت القلب: تكرار اللهو يُقَلِّل من خشوع القلب ويضعف التركيز في الصلاة والذكر.

• التبلّد الفكري: أثبتت الدراسات أن الإشراف في إضاعة الوقت بمتابعة وسائل التواصل و غيرها من مشتتات و ملهيات يفقد الإنسان القدرة على التعلم و على التركيز و يضعف من قدرته على التحصيل العلمي و المثابرة.
• تأثير اجتماعي: الغيبة و النميمة و السخرية تدمّر العلاقات وتولد الكراهية، و كثرة الكلام تؤدي إلى الزلل و توتر العلاقات بين الناس.
• تضييع الفرص: إن ضياع الأوقات يُذهب فرص تعلم مهارة مفيدة أو إتقان عمل ينفع الأمة.

هل هذا يعني أن الإسلام ينهى الإنسان عن اللعب و الترويح عن النفس؟

لا طبعاً .. فالإسلام دين أتى يشهد للإنسان بضعفه و يعترف بحاجاته و يتعامل معها بواقعية و تزكية ترتقي بالنفس بالتدريج ..

فإن كنت طفلاً فإنك لا شك تضع اللعب في مرتبة عليا بالنسبة لك .. و تحب فضاء الساعات تلهو و تلعب …

ولك ذلك شرط أن تاتي بواجباتك على أتمها .. و تؤدي صلواتك في أوقاتها .. و تعين اهلك في المنزل .. و تذاكر دروسك ..

ثم تختار من اللعب ما ليس فيه ما لا يرضي الله من مشاهد او افكار لا تناسبنا كمسلمين ..

و احرص على اختيار أصدقائك من الجادين في حياتهم .. الذين لهم أهداف نبيلة.. ولتكن لك هوايات نافعة من مطالعة للكتب المفيدة .. وتقوية بدنك بالرياضة .. و تنمية مهاراتك و تعلم لغات و معارف جديدة ..

و دع عنك التفاهة و التافهين .. و الأشخاص الذي لا هم لهم سوى قضاء الوقت باللعب .. فإنما جعل اللعب مكافأة بعد التعب ..

لليافعين و الأطفال الأكبر سناً :

ليكن في علمك يا صديقي الواعي .. أنه كلما كبر الإنسان كلما ينبغي أن تتقلص مساحة اللغو و اللهو في حياته …
فاللعب مقبول اليوم بطوله لطفل في السنة الأولى من عمره ..
فهل هو مقبول من شاب في الرابعة عشر مثلاً ؟ أن يقضي يومه لاعباً غير عابئ بما حوله ؟ و ان يشغله اللعب عن الصلوات و عن حلقات الذكر و عن حفظ القرآن و عن بر والديه وعن تعلم علم نافع مفيد؟؟

وهل يعقل أن يكون شاب أو فتاة في ذورة عطائهما .. أسيري الأفلام و المسلسلات .. و الروايات الفارغة .. و مباريات كرة القدم؟؟

إنك كلما ازداد وعيك .. علمت ان الراحة تكمن في التعب و ان الترويح عن النفس يكون بعد الإنجاز .. و يكون لفترة وجيزة تلتقط فيها الأنفاس لتعاود بذل الجهد .. وهذه الاستراحة ينبغي أن تكون في حدود ما أحله الله بغير محرمات تعكر صفو القلب ..

و لا شك انك تفتح اليوم جوالك لترى عليه آلاف المقاطع لأناس في سنك .. لا هم لهم إلا توافه الحياة ..

فتيات همهن احدث صيحات طلاء الأظافر .. و تسريحات الشعر .. و تريندات التصوير الدارجة ..

و شباب أكبر طموحهم كسب المال السهل مهما كان السبيل .. و أحدث إصدارات الألعاب الإلكترونية ..

فهل هذا ما تريده لنفسك؟ و هل هذا ما يحتاجه الإسلام منك ؟؟

أم ان هذا ما يريده الشيطان لبني آدم ليبقيهم في العفلة و يسيطر على عقولهم و مشاعرهم فتتسرب اعمارهم من بين أيديهم و هم لا يشعرون؟

وقد كره سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه التعطل والبطالة وإضاعة الزمن سدى! فقال: إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللا – أي فارغا – لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة!

 لهذا كان الإعراض عن اللغو هو من اهم مفاتيح النجاح في الدنيا و الفلاح في الآخرة .. و إنك لن تجد أياً من الناجحين الحقيقيين الذين تركوا خلفهم فكراً و أثراً وهو يضيع وقته أو يهدر تفكيره في سفاهات الامور..

و حتى لو كان الناس كلهم في غفلة و لهو و ابتعاد عن ذكر الله .. فكن انت صاحياً يقظاً ولا تنجرف معهم في لغوهم .. بل ذرهم في خوضهم يلعبون ..

أدوات ومهارات عملية للإعراض عن اللغو:

أ. مراقبة الوقت:

 جدول يومي بسيط سجل فيه ماذا فعلت في كل جزء من اليوم (صبحاً – ظهراً – مساء)

ب. استبدل عاداتك:

عند الامتناع عن عادة يذهب فيها وقتك و تعتبر من اللغو .. قم باستبدالها بعادة أخرى جديدة نافعة و مثمرة و درب نفسك على الالتزام بها

• أمثلة: بدل مشاهدة فيديوهات يوتيوب القصيرة عند الملل — اقرأ صفحة من كتاب حفيف أو استمع لدرس يعلمك مهارة معينة 10 دقائق.

ج. وضع قواعد شخصية لحياتك:

• أمثلة للقواعد:

  • “لا هاتف أثناء الطعام.”

  • “ساعتان يوميًا للمحتوى الرقمي فقط.”

  • “ساعة قبل النوم بلا شاشات.”

د. اختيار الصحبة الصالحة:

إن للصحبة أثر كبير في علو الهمة وكذلك في إحباطها .. احتر أشخاصاً جادين معرضين عن التفاهة و الزمهم

هـ. أدوات تقنية مساعدة:

• استخدم تطبيقات ضبط الوقت (مثل مؤقت «بومودورو») أو وضع الهاتف على وضع «عدم الإزعاج» خلال وقت الدراسة.

• استخدم تطبيقاً يقوم بغلق البرامج التي تضيع وقتك بمجرد انتهاء الوقت المسموح لك باستخدامها

و. انسحب من أي جلسة يسود فيها اللغو:

عبارات قصيرة للانسحاب بأدب:

• • «دعونا نغيّر الموضوع لشيء مفيد»

  • «سأعود بعد قليل، أريد أن أدرس/أصلي»

  • «دعونا نركز على حل المشكلة بدل السخرية»

إليك اختباراً لطيفاً يساعدك في معرفة مدى استجابتك للغو أو إعراضك عنه .. أجب عنه بصراحة و قيم نفسك:

(توجد نسخة قابلة للطباعة من الاختبار يمكنكم طباعتها لطلابكم أو أطفالكم)

ثانياً: أوراق العمل:

المجموعة الأولى:

في هذه المجموعة من الأوراق يقوم الطفل باختيار الدوائر التي تحتوي على أعمال نافعة ليلصقها إلى جوار الساعة حيث نلفت انتباهه لأعمال نافعة يملأ بها وقته … كما يختار الأعمال التي تعتبر من اللهو ليلصقها في قسم المحظورات

قد يعجبك:أوراق عمل تفاعلية للأطفال: تطبيق لحديث المهاجر من هجر ما نهى الله عنه

المجموعة الثانية من الأوراق موجهة لليافعين :

لالإعراض عن اللغو ليس حرمانًا من المتعة، بل ارتقاء بالذوق، ووعيٌ بالوقت، وتربية للنفس على الجدّ.
هذه المجموعة من التمارين لوقفة صريحة مع النفس .. فيها أسئلة عملية لتنمية الحس بمراقبة الله عز و جل ..

الأوراق الأخيرة هي نموذج للمفتاح الخاص بموضوع اليوم و هو الإعراض عن اللغو…

يحصل عليه الطفل عندما يقوم بتطبيق الأنشطة الخاصة بالموضوع…

ويمكن لكم طباعة مجموعة المفاتيح كاملة ليقوم الطفل بجمعها كلما طبق أحد مواضيع السلسلة .. تجدونها كاملة مع فهرس هذه السلسلة في الموضوع التالي:

سلسلة مفاتيح الجنة: ماهي هذه المفاتيح؟