تحفيظ و تفسير سورة القارعة للأطفال

طرق بسيطة في التفسير و التحفيظ مع أوراق عمل ممتعة خاصة بتلقين و تفسير سورة القارعة للأطفال

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا الموضوع عن تفسير سورة القارعة للأطفال من سلسلة تفسير و تلقين جزء عم .. مقدمة من مدونة رياض الجنة ..…. نسأل الله أن يجعل فيها النفع و الفائدة لهم.

بداية نقوم بسماع السورة و محاولة ترديدها مع الطفل .. بإمكانكم استخدام الفيديو التالي :

شرح مفردات سورة القارعة للأطفال:

القارعة: القيامة و سميت القارعة لأنها تقرع القلوب بأهوالها

كالفراش المبثوث: كغوغاء الجراد المنتشر يموج بعضهم في بعض

كالعهن المنفوش: الصوف المندوف

فأمه هاوية: مأواه و مسكنه الهاوية التي يهوي فيها على رأسه و هي النار

قد يهمك أيضاً: مقدمة في تفسير القرآن للأطفال

تفسير سورة القارعة للأطفال :

عندما بعث النبي صلى الله عليه و سلم .. كانت قريش و كان كفارها لا يؤمنون بوجود حياة أخرى بعد الموت … لا يصدقون أن الإنسان بعد أن يموت سوف يبعثه الله تعالى حتى يحاسبه عن الأعمال التي قام بها في الدنيا … وينكرون هذه الحقيقة التي نؤمن بها نحن المسلمون لأنها من إخبار الله تعالى لنبيه عليه الصلاة و السلام و التي بلغنا بها …

فقد أخبرنا رسول الله عن القارعة … و هو يوم القيامة … وهو القارعة … أي الخبر الصادم الذي سيقرع و يصدم قلوب الناس .. فما بالك بإنسان عاش غير مؤمن بيوم القيامة و لم يعمل لذاك اليوم كيف حاله عندما يصحو من موتته ليقابل يوم الحساب؟

هل جربت شعور أن تخرج من بيتك صباحاً آمناً سعيداً متمهلاً … و عند وصولك للمدرسة تكتشف أن اليوم امتحان و أنك كنت ناسياً فلم تحفظ شيئاً … أو هناك واجب غفلت عنه و لم تكتبه و المعلم يقترب منك ليفتش عن الواجبات …. هذا شعور رعب مصغر و بسيط عما سيصيب الغافل عندما يأتي يوم الحساب..

ولأجل أن يتنبه الكفار من غفلتهم و يعلموا عظم هذا اليوم و شدة هوله فقد تكررت الآيات مؤكدة عليه ..

القارعة .. ما القارعة … و ما أدراك ما القارعة … أي كيف سيحيط خيالك و علمك بهذا اليوم يا مسكين؟ أنت إنسان ضعيف و عقلك لا يستطيع تخيل أشياء لم يرها …. فلا يمكنك أن تقول أنا لا أؤمن بوجود يوم القيامة لأنني لا أرى الآن الجنة و النار!! … نحن نصدق بما أخبرنا به رسول الله و كأننا رأيناه لأن الرسول صادق و قوله حقيقة لا نقاش فيها … ويوم القيامة سنرى بأعيننا فعلاً كل ما أخبرنا عنه رسول الله عليه الصلاة و السلام …

أما الغافلون غير المصدقين في الدنيا … فسيكونون يوم القيامة في فزع و خوف كبيرين لأنهم لم يعلموا لهذا اليوم حساباً … لذا ستراهم يركضون في كل اتجاه و يتخبطون فيما بينهم مثل الفراش عندما يتطاير في كل اتجاه و مثل أسراب الجراد في كثرتهم و حركتهم … أنظر مثلاً إلى مدينة تعرضت لزلزال أو حريق أو تسونامي .. كيف يهرب أهلها المعرضون للخطر حتى تتخيل كيف يكون هذا الفزع!!

أما المؤمن المطمئن بإيمانه و الذي كان يعمل في دنياه لأجل لقاء الله عز و جل في هذا اليوم و قد استزاد من الأعمال الصالحة و من طاعة الله فهو بإذن الله تعالى يأتي يوم القيامة آمناً مطمئناً

مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ (89) سورة النمل

نسأل الله تعالى أن يجعلنا منهم … فهذا اليوم صعب و امتحان عسير لدرجة أن الجبال الموجودة في الدنيا مع صلابتها و قوتها و شدتها ستتبعثر وتتطاير و كأنها صوف خفيف الوزن …

فإن كانت الجبال الثقيلة ستصبح بهذه الخفة يوم القيامة .. و البشر الذين ميزهم الله بالعقل و التفكير سيكونون من خفة العقل و السفه كالفراش المتطاير بكل اتجاه … فما هو الذي سيثبت يوم القيامة و يكون له قيمة ووزن حقاً ؟؟؟

إنها الأعمال يا صغيري …

الأعمال هي التي ستكون ذات وزن يوم القيامة … سينصب ميزان -الله أعلم كيف شكله فهذا علمه عند الله وحده – .. و ستأتي الملائكة بأعمال الإنسان و تزنها له .. فتضع أعماله الصالحة كلها في جهة … و اعماله السيئة كلها في جهة … فالجهة التي تغلب تحدد مصير الإنسان .. فإن كان ميزانه ثقيلاً بالأعمال الصالحة كانت الجنة سكناً له راضياً سعيداً بما صار إليه … و إن كان ميزان أعماله الصالحة خفيفاً وغلبت سيئاته فإن مصيره إلى نار جهنم والعياذ بالله

و هذا من عدل الله عز و جل … فلا يعقل أن يترك الله المسيء في الدنيا من آذى الناس و ضيق عليهم معيشتهم و ظلمهم مثلا دون حساب و عقاب …

أو أن يأتي المؤمن الذي كان يتقي الله و يقضي عمره في الطاعات خالي الوفاض و يتساوى مع من لم يعمل في حياته حسنة واحدة …

وقد أرشدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أعمال سيرة سهلة يمكن لك أنت بعمرك هذا أن تقوم بها كلها تخيل!! يكون وزنها مضاعفاً و كثيراً رغم أنها بسيطة جداً و سهلة !!

وسنتعرف عليها في شرح أوراق العمل إن شاء الله .. لكن دعني أقل لك أن كل عمل تقوم به تنوي رضا الله عز و جل هو عمل سيوضع في ميزانك و يحتسب لك إن شاء الله … فلا تتردد بالاستزادة من كل عمل صالح!

قد يهمك أيضاً : تفسير سورة الهمزة للأطفال 

 أوراق عمل تفسير سورة القارعة للأطفال : (رابط تحميل الملف في نهاية المقال)

في نشاط تفسير سورة القارعة يقوم الطفل بقص الوعاء ( المرطبان) و يجمع فيه الأعمال التي كتبت على الحجارة ليقوم بوضع عمل داخل الوعاء كلما قام بتطبيقه …

يمكن استخدام الأوراق كما هي و يمكن تطبيق نفس الفكرة بوعاء و حجارة حقيقة … و يمكن لصق الأوراق على حصيات مثلا  وجمعها في الوعاء الورقي لتكون ذات وزن … كما يمكن لصقها على قطع حلوى مغلفة و وضعها في الوعاء … يمكن لكم اختيار طريقة التنفيذ التي تناسب ظروفكم …

الأوراق متاحة ملونة و غير ملونة لسهولة الطباعة 

و أما عن الأعمال ذات الوزن الثقيل في الميزان فهي كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم:

1- حسن الخلق: عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: (ما من شيءٍ أثقلُ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ من خُلقٍ حسنٍ وإنَّ اللهَ يُبغضُ الفاحشَ البذيءَ ) أخرجه أبو داود

2- قول: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: “كَلِمَتَانِ حَبِيبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ، خَفِيفَتَانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي الْمِيزَانِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ ) الْعَظِيمِ أخرجه البخاري

3- قول : الحمد لله : عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: “الطُّهُورُ شَطْرُ الإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لله تَمْلأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ الله وَالْحَمْدُ لله تَمْلآنِ – أَوْ تَمْلأُ – مَا بَيْنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رواه مسلم

4- قول لا إله إلا الله: عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلة الله عليه و سلم أنه قال:  يُصاحُ برجلٍ من أمَّتي يومَ القيامةِ على رءوسِ الخلائقِ ، فيُنشَرُ لَهُ تسعةٌ وَتِسْعونَ سجلًّا ، كلُّ سجلٍّ مدَّ البصرِ ، ثمَّ يقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ : هل تُنكرُ من هذا شيئًا ؟ فيقولُ : لا ، يا ربِّ ، فيقولُ : أظلمَتكَ كتبتي الحافظونَ ؟ ثمَّ يقولُ : ألَكَ عن ذلكَ حسنةٌ ؟ فيهابُ الرَّجلُ ، فيقولُ : لا ، فيقولُ : بلَى ، إنَّ لَكَ عندَنا حسَناتٍ ، وإنَّهُ لا ظُلمَ عليكَ اليومَ ، فتُخرَجُ لَهُ بطاقةٌ فيها : أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وأنَّ محمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ ، قالَ : فَيقولُ : يا ربِّ ما هذِهِ البطاقةُ ، معَ هذِهِ السِّجلَّاتِ ؟ فيقولُ : إنَّكَ لا تُظلَمُ ، فتوضَعُ السِّجلَّاتُ في كفَّةٍ ، والبطاقةُ في كفَّةٍ ، فَطاشتِ السِّجلَّاتُ ، وثقُلتِ البطاقةُ اخرجه ابن ماجه

5- 6 – الأذكار دبر الصلوات المفروضة و قبل النوم : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( خَصْلَتَانِ أَوْ خَلَّتَانِ لَا يُحَافِظُ عَلَيْهِمَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ هُمَا يَسِيرٌ وَمَنْ يَعْمَلُ بِهِمَا قَلِيلٌ يُسَبِّحُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ عَشْرًا وَيَحْمَدُ عَشْرًا وَيُكَبِّرُ عَشْرًا فَذَلِكَ خَمْسُونَ وَمِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ وَخَمْسُ مِائَةٍ فِي الْمِيزَانِ وَيُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ وَيَحْمَدُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَيُسَبِّحُ ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَذَلِكَ مِائَةٌ بِاللِّسَانِ وَأَلْفٌ فِي الْمِيزَانِ..) رواه أحمد

إن كانت لديكم أية أفكار للإضافة أو تطبيقات للسورة بإمكانكم مشاركتنا في التعليقات أو مراسلتنا 

نسأل الله تعالى أن نكون قدمنا لك ما ينفعك ..تذكروا مشاركة الموضوع إن أعجبكم .. ولاتنسونا من صالح دعائكم ..